کد مطلب:350899 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:263

باعث التألیف
بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد الله الذی اصطفی محمدا بالرسالة واختاره للدلالة وارتضی عترته الطاهرة للإمامة وخصهم بالزعامة والكرامة وحباهم من الفضائل ما یقصر عن شأوه الأواخر والأوائل ومیزهم بالعلم الذی استمد من ینبوع فیضه فعجزت الأفكار عن إدراك مدی تلك المنحة وحد ذلك الفیض والصلاة والسلام علی تلك الصفوة المنتقات من بریته محمد والأئمة الهداة من عترته. وبعد فقد سبق أن كتبت عن الإمام الصادق علیه السلام كتابا جم العناوین وكان منها عنوان فی عامة وإن السابقین من أجلة العلماء الذین كتبوا عنه علیه السلام یذكرون فی باب علمه النوادر من الأجوبة البدیعة والنكات الغامضة فی الفقه وغیره وإنما هی بأجوبة عالم فطن أشبه وأین هذا من علم الإمام؟ ولما كنت لا أری ذلك شیئا ذا بال من الإمام الذی استمد فرات علمه من منبع الرسالة المستمد من علم العلام جل شأنه ولما كنت وأمثالی نجهل حقیقة الرسالة والإمامة ولا نعرف إلا شیئا منهما بالأثر الخالد من العلم الغمر والفضائل المعجزة اقتصرت فی ذلك الباب



[ صفحه 8]



علی الإشارة إلی علومه المنسوبة إلیه دون أن أحدد علمه لقصوری عن الوصول إلی غور ذلك العلم والإحاطة بكنهه ولما كان هذه غیر واف بالقصد لفتنی بعض من یعز علی من أفاضل الإخوان إلی تحریر رسالة فی علم الإمام وكان هذا التنبیه منه تفضلا. وإنی لعلی علم بأن هذا البحر لا یبلغ فكری قعره ولا یصل فهمی إلی شاطئه ولو عرفنا قدر علم الإمام لعرفنا حقیقته ومبلغ صفاته ولو اهتدینا إلی كهنه لوصلنا إلی معرفة من جعل الإمامة بتلك الوسامة ورفعها إلی سمك لا نبصره ولا نصل ولو بجناح العقاب إلی سمائه. ولما كان هذا الجهل لقصور فی الملكة والإدراك فلا یحول دون التفكیر فی مبلغ ذلك البحر العجاج والخوض فیه بقدر ما تصل إلیه حواسنا من معرفته بالآثار ودون التحریر لما تهتدی إلیه أفكارنا القاصرة وإلا لسقط التكلیف فی معرفة الإمامة وتشخیص الإمام بل وعرفان الرسالة من تقمص بأبرادها بل ومن نصب ذلك العلم للاهتداء والمنار للدلالة. ولا غرو ولو كنت القاصر عن بلوغ الغایة والمتعثر فی هذا الفجاج لبعد المقصد وطول الشقة ولا أجدنی عند الفكرة فی ذلك العلم أو من اتصف به من تلك العصابة الزاكیة إلا كراكب فی زورق وسط بحر متلاطم الموج لا تبلغ الرشا عمقه، ولا تری العین ساحله.



[ صفحه 9]



راجیا منه جل شأنه، وبمن خصهم بتلك المزایا السامیة والهبات الجلیلة أن یمد لی ید الرحمة، لینقذنی من تلك اللجج المتلاطمة، وأنا علی هدی وسبیل نجاة إذ لیست ضالتی المنشودة إلا خدمة الأئمة من أهل البیت وطلب مراضیه تعالی فیهم. محمد الحسین المظفر



[ صفحه 11]